الخميس، 4 سبتمبر 2014

الاهمال فى المستشفيات الحكومية

الإهمال فى مستشفيات الموت "الحكومة سابقا" بالغربية, هو كلمة السر التى أودت بحياة الكثيرين, حيث عم الفساد والإهمال جميع أروقة قطاعات المستشفيات الحكومية بدءا من مستشفى طنطا الجامعى, مرورا بمستشفى المنشاوى العام فى مدينة طنطا, ومستشفى الحميات, ومراكز الغسيل الكلوى, حتى مستشفيات الصحة بالمراكز والمدن, ويعانى الفقراء من النقص الشديد فى الأجهزة الطبية ويضطرون لمواجهة طوابير طويلة من المرضى والمصابين

. وقد رصد "اليوم السابع" العديد من حالات الإهمال والفساد الطبى التى حدثت خلال الأيام القليلة الماضية, وتسببت فى بتر قدم سيدة, واستئصال أمعاء طفلة, وتصدرت مشاهد الإهمال والفساد الساحة العامة الصحية بالغربية ولم تكن قرارات اللواء محمد نعيم محافظ الغربية بإقالة وتغيير قيادات صحية رادعة لمسلسل الفساد المستمر. مستشفى طنطا الجامعى نموذج للإهمال الطبى تبدأ مراحل الإهمال الرسمى والمأساة فى قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى الجامعى، حيث المبنى مكتظ بالمرضى، والإمكانيات محدودة، إن لم تكن موجودة أصلًا، فالمسكنات العامة مثل أدوية المغص الكلوى وموسعات الشعب الهوائية تكاد تكون معدومة، كما أنه لا يوجد طبيب متخصص فى طب الأطفال فى قسم الاستقبال. ويعانى جميع المترددين على مستشفى طوارئ طنطا الجامعى, التابع لكلية الطب بجامعة طنطا من قمة الإهمال وتدنى الخدمات وسوء النظافة, هذا بالنهار أما بالليل فلا أطباء ولا ممرضات فقط غرف خالية مهجورة تسكنها القطط والفئران رغم كونها طوارئ للحالات العاجلة, والحوادث، وغرف مستشفى الطوارئ خالية من أدنى أدوات النظافة, والأسرة بها غير صالحة للاستخدام الآدمى وليس بها مراتب ولا ملايات. ومن الواضح أن مستشفى جامعة طنطا بأقسامه المختلفة والطوارئ أيضا فى مرحلة متدنية من الخدمات بسبب الزحام الشديد عليه والاعتماد الكلى لكل من ليس له تأمين صحى, وتحول المستشفى لمولد كبير للغلابة فى الوقت الذى لا توجد به نظافة إطلاقا ووصلت الحشرات والقطط حتى العناية المركزة. وتعانى دورات المياه من غرقا مستمرا وروائح كريهة لا تطاق، وزحاما شديدا فى الطرقات والشوارع الداخلية من مرافقى المرضى الذين يتجاوز عددهم 20 مرافقا للمريض الواحد ويتواجدون معه طوال الوقت لدرجة أنهم ينامون بجوار سرائر المرضى وفى الممرات والشرفات، ويتناولون الأطعمة والمشروبات والتدخين سمة أساسية حتى داخل العنابر. وأكد الأهالى أن سوء الخدمة الطبية لا تطاق والأسرة بدون مراتب, وغير موجودة والمريض لكى يتم حجزه يجب عليه الانتظار فى طابور طويل يعانى فيه حتى يخلوا أحد الأسرة ولا بد من وجود واسطة حتى يحصل على دوره فى العلاج وأحيانا يموت بعض الحالات الحرجة قبل أن يصل لدوره فى حجز السرير, بخلاف رحلة البحث عن الأدوية والمستلزمات الطبيبة غير المتوافرة بالمرة فى المستشفى, وكله على حساب المريض, من صيدليات يمتلكها كبار الأطباء, كما انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين فى أروقة المستشفى بشكل مبالغ فيه، وتتم عمليات البيع والشراء من خلال المرضى أنفسهم وذويهم. كما أن المريض لا يستطيع الحصول على أى من منتجات بنك الدم إلا بالواسطة فقط، بينما من لا واسطة له "يخبط دماغه فى الحيط"، على حد وصف المرضى. غياب جماعى للأطباء والمشرفين يوقعون بدلا منهم فى دفاتر الحضور وأكد شاهد عيان أن المشرفين يقومون بالتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف للأطباء رغم وجودهم خارج المستشفى بل والعديد منهم خارج البلاد، وهو ما أكده محمد عبد العزيز عبد الحميد، كاتب شئون إدارية، فى بلاغ رسمى لوزير التعليم العالى والشئون القانونية بمستشفى جامعة طنطا، ضد محمود محمد عبد العزيز شهاب، وتسكينه فنى زراعى، ويقوم بعمل رئيس شئون إدارية، بسكن الأطباء بمستشفى طنطا الجامعى، وبركات النجار ويقوم بعمل مراقب سكن الأطباء بمستشفى طنطا الجامعى, واتهمهما بالتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف لأطباء امتياز، رغم عدم وجودهم داخل مقر العمل، ويبدو أنها سمة أساسية فى جميع الأقسام بالمستشفى حيث يعمل الجميع فى عياداته الخاصة, ويكتفى بالتوقيع من خلال المشرفين فى المستشفى, مما أدى إلى تدهور حالة هذا الصرح الطبى الكبير المتنفس الوحيد للفقراء فى الغربية. حالات إهمال موثقة بمحاضر رسمية الأجهزة التنفيذية والأطباء يعيشون فى غيبوبة منذ عشرات السنين، لا أحد يهتم ولا أحد يفكر فى تلبية احتياجات المرضى، الوضع غاية فى السوء وينذر بكوارث, هذا ما حكاه المواطن محمد أحمد العزب من مدينة طنطا, مؤكدا أن زوجته هانم أحمد يوسف تعرضت لحالة إهمال طبى داخل مستشفى طنطا الجامعى, وصلت لقطع وريد الرئة أثناء إجرائها عملية الدوالى، مؤكدا أن حالة السيدة فى تدهور تام دون أدنى رعاية من الأطباء, ونزفت أكثر من 7 لترات دم تم استعاضتهم وهى فى حجرة العمليات من خلال أكياس الدم والبلازما. وأكد زوج المريضة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن زوجته هانم أحمد يوسف دخلت المستشفى لإجراء عملية "الدوالى" بالقدم اليسرى، فقام الأطباء بقطع وريد الرئة من نفس القدم بسبب إهمالهم الطبى, مما دعاه لتحرير محضر إثبات حالة رقم 3ح 7/8/2014 بنقطة شرطة المستشفى الجامعى. الإهمال يسيطر على مستشفى المنشاوى العام والمريض يدفع الثمن حالة أخرى من الإهمال الطبى تمت داخل صرح مستشفى المنشاوى العام بمدينة طنطا وهى حالة الطفلة هدى صبحى خليل طفلة تبلغ 12 عامًا فى الصف الخامس الابتدائى دخلت إلى مستشفى المنشاوى لعمل عملية استئصال الزايدة بقسم الجراحة بمستشفى المنشاوى العام بطنطا, وخرجت فى اليوم التالى ومع الوقت شعرت بآلام بالبطن فتوجهت إلى نفس المستشفى, وعند عمل الأشعة تبين وجود جسم غريب ببطنها فتم استئصال جزء من الأمعاء طويلة حوالى مترين ونصف, وتبين وجود فوطة طبية داخل بطنها. وتقدم صبحى خليل عبد الجواد 38 سنة والد الطفلة ببلاغ إلى قسم ثان طنطا، حمل رقم 6894 إدارى ثان طنطا 2014، واتهم فيه (أحمد.م.س) طبيب بالمستشفى والمجموعة الطبية، وتم تشكيل فريق من البحث الجنائى برئاسة المقدم وليد الجندى مفتش المنطقة المركزية، وتم التحفظ على جزء من الأمعاء لحين عرضها على النيابة العامة لتولى التحقيق التى وصلت أحداثها لوزير الصحة. الإهمال يتسبب فى بتر ساق مواطنة حالة أخرى يندى لها الجبين وهى قصة إلهام أحمد عصران فى العقد السادس من عمرها حينما توجهت إلى مستشفى طنطا الجامعى، وهى تعانى من غرغرينة فى القدم مع سكر وشبه تسمم، ورفضت المستشفى استقبالها بعد 3 ساعات ونصف من دخولها إلى قسم الطوارئ, طلب أحد الأطباء من أهلها التوجه إلى مستشفى المنشاوى, أو مستشفى خاص دون عمل أى إسعافات, وبالفعل تم نقلها إلى مستشفى المنشاوى العام, ورفض طبيب الجراحة, وضعها على السرير، كما رفض استقبالها وقال للمرافق "الحجز الساعة 7 الصبح!" وتسبب التأخير فى بتر القدم من فوق الركبة. وحكى المواطن أحمد السيد من مواليد مدينة طنطا قائلا "بابا مريض فشل كلوى ومحتاج جلسات غسيل دموى وبيغسل فعلا بمعدل ٣ مرات فى الأسبوع، النهاردة رحنا مستشفى الطلبة تبع جامعة طنطا فى موعدنا المعتاد لقينا ٦ أجهزة من أصل ١٠ عطلانين ومسئولو الصيانة قالوا إن عمر الأجهزة الافتراضى انتهى. قرارات سريعة لمحافظ الغربية تؤكد مدى الفساد والإهمال فى قطاع الصحة يأتى ذلك فى الوقت الذى تؤكد فيه قرارات اللواء محمد نعيم محافظ الغربية أن الفساد والإهمال ينخر فى قطاع الصحة, وما من يوم يمر إلا بمجازاة أو إقالة طبيب أو مسئول، حيث قرر المحافظ إقالة رئيس وحدة الغسيل الكلوى ونائبة بمستشفى المنشاوى العام، وذلك للإهمال وترك بعض الأجهزة معطلة دون اتخاذ إجراءات لإصلاحها، وأصدر المحافظ توجيهاته لوكيل وزارة الصحة بالغربية بإمداد المستشفى بعدد 5 وحدات للغسيل الكلوى من الوحدات التى خصصتها وزارة الصحة لمستشفيات الغربية , وأمر بزيادة عدد النوبتجيات فى وحدات الغسيل الكلوى لمواجهه كل الحالات. كما قرر محافظ الغربية يوم 7 من الشهر الحالى, إقالة مدير مركز علاج الإدمان والأمراض النفسية بشبرا قاص بالسنطة، وتعيين الدكتور سمير طنطاوى مدير مستشفى الأمراض النفسية بطنطا مديرا للمركز بدلا منه بسبب الإهمال. وفى زيارة مفاجئة لمراكز المحافظة قرر اللواء محمد نعيم إقالة المدير الإدارى ومسئول الأمن بمستشفى كفر الزيات، ومدير مستشفى بسيون العام، وذلك لتقصيرهم فى العمل, والإهمال داخل المستشفى. وكشفت جولات المحافظ المفاجئة العديد من ملفات الإهمال والتقصير فى حق المرضى, مما دعاه لتعنيف مدير مستشفى المنشاوى بسبب سوء النظافة, وحينما سأل المحافظ أحد المرضى داخل غرفة الغسيل الكلوى "هل غسلت؟" فرد عليه المريض "الجهاز عطلان"، مما دعاه لإقالة رئيس وحدة الغسيل الكلوى. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

^ إلى الأعلى